السبت، سبتمبر 25، 2010

شعلة الشوق المضيء



شعلة الشوق المضيء



النـــــور
النــــــــــــــور الذي يضيء في الأعماق
خافتا ً و ما لبث أن استعاد شعلة ذهبية براقة
مستمدة خيوط أشعتها من السمـــاء
الممتدة و الكون الفسيح

و مستمدة لهيبها الدافىء من أحضان الأمل

أحلام فيها نجوم تتلألأ و قمر ذو ثقر باسم
و ملامح شاعرية صنعت من العشق لهيبا ً ثائرا ًلا يهدأ
يتراقص كما يتراقص لهيب الشمعة فوق رأسها
و هو يترقبها و هي تموت و تحترق ثم يتناقص عمرها
وهي بدورها تصنع ظلالاً كبيرة بمثابة أشباح الموت الرهيبة

الشعلة هي الشياطين التي تتراقص فرحا ً لأنها زينت لنا حب الشهوات و الملذات الدنيوية
و الشمعة نفسها هي أعمارنا التي تتناقص و تتناقص حتى تنتهي
أما ظلال الأشباح الرهيبة فهي إما أن تكون التقوى و الصلاح الذي يذكرنا بالموت و نهاية الدنيا
أو ..هو ملك الموت ينتظر الأمر بأخذ أرواحنا في أية لحظة !


و
اليوم يرقص العشق الملتهب بذكرى
موت و احتراق
موت العقل و احتراق العاطفة

أما أنـا فقد أشعلت ألف شمعة و شمعة بداخلي
و هي تحترق و يشتد لهيبها كلما زاد الشوق

و لكـن
أضع هذا التساؤل على صفحة السماء الكبيرة المرصعة بجواهر نجومها البراقة
بلهيب الأمل

ماذا عن الشوق هو أيضا ً ؟؟!

فعمر الشمعة محدود
و للصبر كذلك حدود

ماذا لو أحرق الشوق كل شموعي الموجودة
و أنارها دفعة واحدة لينير بصيرتي و مدى بصري لرؤيتك..

ثم ذابت كلها دموعا ً نازفة
فانطفأ الشوق و أصبح قلبي ضريرا ً
كسيراً ً قد مله طول الانتظار

أتساءل حول نفسي
يا ترى لو عدت حينها..هل سأتمكن من رؤيتك و التعرف عليك
كما عهدتك سابقا ً

يا ترى هل تغيرت أم قلبي لم يعد كالسابق
قد أطفأ الزمن شعلة الشوق الملتهب و مسح كل دموع الانتظار..

لا يا عزيزي ..
لأنني
عندها سأعرف فقط
أن جمال روحك سيضيء أعماق قلبي من جديد
و سيجدد الأمل و الذكرى بلقيانا

رسالة و حروف أخيرة
أدركني

فأحرفي الأخيرة أكتبها بدموعي
السيالة
شمعة تحترق من أجلك ..

السبت، فبراير 13، 2010

وطار السرب مهاجرا ً

و طَار السرب مهاجرا ً

انطلق صوت بندقية أفزع طيور السماء
قلب السكون إلى دوي مزعج أرعب الساكنين في أرجائها


كانت ضربة قوية أصابت جناح ذلك الطائر جعلته يهوي إلى الأرض

و فيما كان يهوي كان يتألم ألما ً شديدا ً لجرحه الذي كان ينزف

و عندما وقع كانت وقعته أشد ضررا ً و ألما ً لجسمه كله

كان يتعذب ألما ً و فيما هو كذلك
جعل ذلك الطائر الجريح ينظر إلى الأعلى .. إلى السماء

لقد كان قبل لحظات جزءا ً من ذلك السرب المهاجر

كانت عيناه تلمعان حزنا ً و أسى .. و كانت تحدقان بعيدا ً

مؤلم جدا ً أن يفقد الطائر جناحه
و تسلبه الحياة حريته و أحلامه

كان من بين ذلك السرب طائرا ً واحدا ً فقط يلتفت إليه كانت أنثى و جعلت تنظر إليه بإشفاق لا يوصف
حاولت أن تهبط إليه ..أن تنقذه أن تواسيه
لكنها لم تلبث أن عادت لتنضم إلى ذلك السرب كان عليها أن ترحل معهم

و طارت بعيدا ً .. مهاجرة , و تركته وحيدا ً

و ظل ذلك الطائر الجريح ينظر إلى السماء حتى اختفى ذلك السرب تماما ً
في الأفـــــق


جاء طفل صغير أخذه و وضعه في قفص ترك بابه مفتوحا ً

كان الجرح الذي أصاب الطائر مؤلما ً.. مؤلما ً جدا ً
لدرجة أنه لم يقوى حتى على الخروج من القفص

ظل ذلك الطائر الجريح بنتظر عودة السرب المهاجر و ينتظر و ينتظر ..
و كان الطفل يُعنى به وبجرحه الأليم في تلك الفترة

و عندما حل فصل الربيع
عادت الطيور المهاجرة..

حاول الطائر أن ينتهز فرصته و يحلق بعيدا ً
لينضم إلى ذلك السرب

و لكنه كان يتعثر في طيرانه و تحليقه
لقد مضت مدة طويلة لم يستخدم فيها جناحيه
حاول أن يطير .. أن يلحق بذلك السرب مهما كلف الثمن
لكن الطيور لا تتوقف و لا تنظر إليه
حتى تلك الأنثى الرؤوفة التي عشقها لم تكن تنظر إليه
هذه المرة ..
و ما زال يطير تارة و يهوي تارة أخرى
لكنه لا يلبث أن يقاوم و يرتفع إلى الأعلى

و مازال هذا حاله حتى توقف ذلك السرب و هبط في مكان ما معلنا ً نهاية الرحلة

أما طائرنا الجريح فقد هبط أيضا ً في مكان ما
و لكنه إنتهز هذه الفرصة ليلحق بهم و لو على رجليه الصغيرتين..
و كان قلبه يخفق بشدة شوقا ً لرؤية حبيبته


و عندما وصل إلى حيث هناك
آلمه المنظر الذي رآه

رأى تلك الأنثى و لكن معها طائر آخر.. بمنقاريهما يتعانقان

و في هذه اللحظة فقط تذكر لحظة الجرح الخطيرة
تذكر عندما فرد جناحه عليها في تلك اللحظة الخاطفة لينقذها
من أن تقع الرصاصة على قلبها

و في هذه الأثناء عاد الطائر الجريح من حيث أتى و عاد إلى القفص
لقد اعتاد على حياته تلك

لقد آثر أن يكون وحيدا ً يناجي القضبان على أن يظل جريحا ً طوال حياته
كان جرحه أشد ألما ً مما مضى ..

أما هي.. فربما كانت قد نسيته تماما ً و ربما اعتقدت أنه مات..
من يدري.. ربما كانت ترفض الإقتران بطائر جريح لا يقوى على إنقاذها
أو مساعدتها ..كانت تقكر بطائر قوي يحميها

الثلاثاء، فبراير 09، 2010

حكاية حورية



حكاية حورية
هي قصة .. شاركت بها العام الماضي في مسابقة القصة القصيرة بالجامعة
و حازت على المركز الثالث و الحمدلله ,, و هنـا أطرحها لكم أيها القراء الأعزاء
بعد إضافة بعض التعديلات و الإضافات البسيطة لكني لن أكتفي بطرحها بل أود مشاركتي بآرائِكم..ملاحظاتكم

مقدمة

إنها حكاية أشبه إلى الأسطورة منها إلى القصة .. قد يبدو للبعض من أول وهلة
أنها قصة حورية البحر المعروفة إلا أنها مختلفة تماما ً

حكاية حورية

النور .. الحياة و النعيم حيث السعادة التي لا نشعر بها إلا إذا فقدناها




كان يا ما كان في غابر الازمان


كانت هناك فوق الصخور على شاطئ البحر الأزرق المتلألئ
حوريتا بحر غايتا في الجمال و كأنهما حوريتان نزلتا من السماء


قالت الحورية الأولى للأخرى :
- أواه .. كم بودي أن أعيش على الأرض و أرى عالم البشر


قالت لها الأخرى والتي تبدو أكبر منها سنا ً وأكثر حكمة:
- لقد خلقنا الله لنعيش في عالم البحار و المحيطات نصفنا من البشر لنتنفس ما شاء لنا الهوى
و لنرى السماء و ندعوه سبحانه نقدسه و نمجده و نصفنا الآخر بحري لنغوص في عالمنا المذهل
لنعيش بآمان بعيدا ً عن شرور الإنسان التي خُلقت معه
أما ما يحدث هناك وراء الأفق و تلك الأرض الجافة من المياه و الخالية من الأمان
يوجد عالم آخر لا ندري ما يدور فيه و ليس لنا أن نسأل عن عالم لا ينتمي إلينا
و لقد خُلقنا و لا ينقصنا في هذا العالم من شيء و ليس هناك ما يكدر علينا صفو حياتنا وسعادتنا
ردت الأولى
- و لكن فضولي يقتلني ..كم أود أن أتكلم بلغة البشر لأفهم ما يجري هناك في العالم الآخر
لابد أنه عالم يعيش بمتعة و سعادة لم نخلق لنعيشها
- لا .. بل أنه عالم انتشرت فيه الرذيلة و الفساد .. لم تعد الأرض كما كانت بالسابق ولم تعد المرأة تلك الجوهرة المكنونة
- أود أن أعرف ماذا حدث في تلك الأرض .. أريد أن أعرف قصة ذلك الإنسان الذي يعيش على الأرض


قالت لها الأخرى بدهشة:
- أأنت ِ واثقة
_ نعم
- إذن إذهبي إلى شيطان البحر في كهفه المظلم ظلمة فوق الظلمات في أعماق البحر العميق
-الشيطان ! .. لماذا ؟
- أن الجزء العلوي و السامي من البشر هو من صنع الله أما الجزء السفلي و الحقير فهو من صنع الشيطان .. الشيطان الذي أخرج آدم من الجنة !
- و بعد ذلك ؟
- سيحررك من الجزء السمكي و يصنع لك ِ رجلين ثم يخرجك من عالم البحار
عليك ِ أن تنسي البحر بعد ذلك ستذهبين و لكنك لن تعودي أبداً
و لكن إحذري!
عندما تصبحين إنسانة يجب أن تحذري من شيء إلا ستموتين!
ردت عليها بنبرة ممزوجة بالخوف و الدهشة:
- و ما هو هذا الشيء ؟
- نحن الحوريات نعيش بحرية منزهات من كل ما يفعله البشر من رذائل
عندما تصبحين على الأرض و قد تحولتي إلى إنسانة كاملة
فعليكِ الحذر ثم الحذر .. إكبحي شهواتك و لا تطيعي ما يسوله لك الشيطان
من غرائز لم تكن فيك وأنت حورية
قاومي رغباتك .. قاومي نفسك .. تذكري خالقك , و لا تطيعي من عصاه و هو الشيطان
وإياك و فعل الفاحشة
لأنك ِ اذا فعلتِ ذلك فهذا يعني أنه قد كتب لك الهلاك بعد تسعة أشهر .. بعد الوضع مباشرة
ثم أردفت:-
"لقد خُلق الإنسان بين شريف (وهم الملائكة) ووضيع (الحيوان) فكان الإنسان وسط بين الإثنين وجعل له مفاتيح إن أخذها يستطيع أن يتقرّب من الملائكية وإذا تركها تدنّى للحيوان (بالشهوة الحيوانية)"


غاصت الحورية وغاصت و غاصت حتى اختفت تماما ً في أعماق المحيط
حيث لا يصل إليه بصيص من نور الشمس , حتى وصلت إلى كهف أشد ظلمة
لقد غاصت ودخلت عالم الظلام منذ أن سلكت هذا الدرب المعتم الذي لا يهدي إلى سبيل معروف


دخلت الحورية الكهف تحت جبل ضخم تحت المحيط حتى اختفت تماما ً و ابتلعها
الظلام .. و هناك لا نعلم ماذا حدث لها و ماذا عملت ؟ , و لكن بعد مدة من الزمن
حدثت زوبعة مائية في باطن المحيط شديدة كانت الزوبعة تعصف في قلب الماء و التيارت
و لم نرى الحورية إلا وقد حملتها التيارات المتصارعة إلى الشاطئ
و قد خُلق لها رجلين .. كانت شبه عارية فقد صنع الشيطان لها رجلين و تركها لتواجه مصيرها
وكانت فاقدة الوعي ولم تشعر بأي شيء.


وبعد فترة من الزمن شعرت أنها طويلة فتحت عينيها على أول إنسان تراه في الوجود وشعرت بأنها مدينة له لأنه أنقذ حياتها كما كانت تعتقد
بعد أن كادت أن تغرق غير مدركة أن البحر بعالمه الكبير قد لفظها إلى اليابسة كما يلفظ الحوت إنسانا ً كحشرة صغيرة لا قيمة لها , لقد تخلى عنها عالم البحر بأسره لأنها تخلت عنه وحطت من قدرها إلى منزلة لا تليق بها.
مد إليها يده لمساعدتها على النهوض فاستجابت له وهي في قمة السعادة لأنها أصبحت تسير على قدمين .. وقادها إلى حيث يوجد كوخه الصغير
وهناك , سول لها الشيطان وأغواها منقذها المحبوب فعل ما حرم الله..


أظلمت الدنيا و أشعلت السماء مصابيحها الليلية _النجوم_ كانت قد اعتادت النوم هناك في البحر بمجرد أن تسحب الشمس خيوطها الذهبية , ولهذا فقد أسلمت نفسها إلى النعاس وحل النوم ضيفا ً رقيقا ً في أول يوم تضع فيه رأسها على وسادة الأرض


و عندما أيقظتها أشعة الشمس في صباح اليوم التالي وجدت أن منقذها قد اختفى ولم يعد له أثر
وهكذا ظلت حوريتنا تحوم في الغابة بحثا ً عن إنسان آخر وعن بشر
وبعد بضعة أيام شعرت بالتعب والإرهاق وشعرت بثمرة الخطيئة تتسلل إلى أحشائها
و أدركت حجم المصيبة التي ألحقت نفسها بها , وتذكرت وصايا رفيقتها الحورية
سوف تموت بعد أن تضع طفلها, بعد أن يخرج إلى الدنيا .. بعد تسعة أشهر
ستواجه الهلاك و ترحب بملك الموت
و أدركت أنها أخطأت منذ أن توجهت إلى شيطان البحر
وهنا ركعت الحورية إلى الله متضرعة:- ياإلهي لقد أغواني الشيطان وأخرجني من البحر كما أخرج آدم من الجنة ,إلا أن الفرق أن الشيطان قد أتى إلى آدم وأغواه أما أنا فأنا الذي ذهبت إليه بنفسي ولهذا فأنا استحق ما نزل بي من لعنة.


وعلى بعد مسافة قصيرة من هناك رأت الحورية مخلوقا ً يسمى بالسيناتور
كان نصفه العلوي إنسان ونصفه الآخر حصان


- يا إلهي هل لُعن هذا المخلوق ومُسخ


لم تجرؤ حورية الإقتراب منه نظرا ً لوحشيته التي يخشاها الكل وجبروته


و أخذت تجري وتجري حتى سمعت بعض الأطفال يركضون خائفين و هم يرددون :
- إنه بيت الساحرة ..إنه بيت الساحرة
فدققت نظرها فرأت هناك بيت متهالك يقع في إحدى أطراف قرية صغيرة
واصلت طريقها خلف الأطفال حتى دخلت القرية ..وهناك أخذت تسأل و تحكي للناس قصتها لعل أحدهم يجد حلا ً لمشكلتها , قال لها بعضهم أنها ستظل على قيد الحياة إذا ما وجدت نبع الخلود وشربت من الكأس المقدسة حيث يوجد كهف العجائب وهو درب طويل لا يصل إليه إلا أشجع الرجال وبشق الأنفس ,بينما نصحها أحدهم بالتوجه إلى الرجل الحكيم حيث يتعبد في كهف على بعد مسافة قصيرة من القرية ولابد أنه سيجد حلا ً لمشكلتها


في طريقها إلى هناك سول لها الشيطان و غلبت عليها رغبتها في الخلود أن تتوجه إلى بيت الساحرة لتسألها عن مكان نبع الخلود و لتتنبأ لها بما سيحدث لمستقبلها


و بعد ذلك توجهت إلى الرجل العجوز حكيم القرية فقال لها :- إن هناك طريقا ً مختصرا ً أسهل بكثير من طريق نبع الخلود هو أن تطلب من الله التوبة و المغفرة في أرض تدعى بأرض الأمنيات بشرط أن تعترف بخطيئتها وأن تخلص النية
ثم نصحها بأن تصوم هناك .. لأنه حينما يصوم الإنسان يتجرّد من بشريته ويعلو ويتقرب من الملائكية , ثم بين لها الحكمة من ذلك لأنها اذا استطاعت أن تمتنع عن الحلال فستتمكن بسهولة أن تمتنع عن الحرام
"فالصيام يرفع درجة الإنسان إلى درجة الملائكية وهي الطاعة العمياء لأن الملائكة جُبلت على ذلك والبشر الطائعين أفضل عند الله تعالى من الملائكة لأن الإنسان الطائع الذي أمامه الفجور والتقوى اختار الطاعة والتقوى أما الملائكة فهي طائعة بالكليّة"


و أصبح أمام حورية مفترق طريقين لا نعلم أية رغبة ستجتاحها هذه المرة أتتوجه إلى نبع الخلود
حيث سر النبع و الخلود أم إلى أرض الأمنيات لطلب المغفرة
ُ
و لا نعلم ماذا حدث لها بعد ذلك..


البعض قال أنها ماتت في طريقها إلى نبع الخلود وكهف العجائب فهلكت قبل أن تواجه مصيرها المحتوم
و البعض الآخر قال أنها وجدت أرض الأمنيات وهناك دعت ربها واعترفت له بخطاياها فغفر لها ذنوبها فأعادها حورية وعادت كما كانت تسبح في أعماق المحيط


أما البعض الآخر فقد قال بأنها قد وصلت إلى نبع الشباب وشربت من الكأس المقدسة كأس الخلود لكنها ماتت بعد مدة من الزمن ولكنها أنجبت ولدا ً خالدا ً


أما البعض فقد قال أنها قد تزوجت من السيناتور الكائن الخرافي فكانت اذا أنجبت ذكرا ً أنجبت سيناتورا ً أما اذا أنجبت أنثى كانت حورية


أما أنت ايها القارئ فأختر النهاية التي تعجبك ..


بقلم: أحمد الغنام
2008 - 2009

الأربعاء، يناير 20، 2010

1+1=1 / 1+1 =10



عندما نقول 1 + 1 =10 فهي عبارة صحيحة
و عندما نقول 1 + 1 = 1 أيضا ً عبارة صحيحة !!


لحظة !.. قد لا تصدق هذه العبارة ..قد لا تفهمني و قد تقول ما هذا التناقض ؟! أو تقول هذه فلسفة
إعلم أن كل شيء جائز في هذا الزمن و عندما لا تقتنع بفكرة ما فأعلم أنها لم تصل إلى ذهنك بعد.


في نظام الأرقام العشرية 1+1 = 2
و لكن في نظام الأرقام الثنائية (لغة الحاسب) :1+1= 10
صفر واحد فقط و الذي يساوي 2 في النظام العشري..إنها لغة الحاسب صفر واحد و لا أكثر


و في بوابات المنطق* :1+1 =1
لأننا نتعامل هنا مع هذه الإشارة (+) ليست كعلامة جمع و لكن كعبارة منطقية تعني
(OR) أو عبارة (أو)..


في زمن الماضي البعيد من كان يصدق أن 1+1 = 1 بل من كان يعرف بلغة الأرقام
و لكن في زمننا هذا الوضع يختلف.. صدّق أي شيء
في ذلك الزمن كان الراعي عندما يريد أن يحسب أغنامه يأخذ مجموعة من الأحجار بعدد الأغنام فاذا ما أراد أن يتأكد من ان عددها لم ينقص رمى بجانب كل منها حجرة بالرغم من الأرقام لا وجود لها بعد..ولكن قد يكون اختراع الأرقام غير مهم و قد لا يهتم به البعض
و لكن لغة الأرقام لغة مهمة وأستطيع ان أقول أنها بوابة العلم و المدخل الرئيسي له
فلولا الأرقام لما عرفنا المنطق
و لولا المنطق لما عرفنا لغة الحاسب و الإلكترونيات
و لولا الإلكترونيات لما أصبح عالمنا اليوم يعيش على الكهربا ء و الإلكترونيات و التقنيات الحديثة

و لولا الأرقام لما اكتشفنا  ولما عرفنا بعلوم الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و غيرها من العلوم..

ببساطة فكرة الأرقام قد تبدو فكرة مجردة و لا تعني شيئا ً
و لكنها تعني الكثير لمن يفهمها و إذا عدنا إلى مثالنا السابق: لغة الحاسب لغة مبسطة مكونة من الصفر والواحد فقط قد تبدو لغة مجردة ..قد تبدو فكرة بسيطة و لكن إنظروا ماذا صنعت اليوم و ماذا أنتجت ..


و لذا اذا لم نفهم فكرة ما.. اذا لم نقتنع برأي أحد قد يكون مهما ً بالنسبة إليه
فعلينا ان نوسع مداركنا و أن نفهم و نتفهم
و أن لا نحتقر أية فكرة لم تعجبنا مهما كانت هذه الفكرة بسيطة بساطة الصفر و الوحد !!




_______________________


*البوابة المنطقية: هي دائرة إلكترونية بسيطة تقوم بعملية منطقية على مدخل واحد أو أكثر وتنتج مخرجاً منطقيّاً واحداً. تستخدم في بناء معالجات الأجهزة الاكترونية والحواسيب






1: يعني فرق جهد مرتفع
0: يعني فرق جهد منخفض



لمزيد من المعلومات حول البوابة المنطقية: ويكييديا

الأحد، يناير 10، 2010

نــور وضيـاء



نور وضياء

ملاحظة: يُفضل تشغيل الموسيقى أولاً.. :)

Alone in the Rain.mp3


وحدي هناك..

أستنشق اللحظات فتتمدد

و أعيش في عمق اللحظة قصة حب تتجدد

و ذكرى تتلوها الذكرى ينساب لحن يتردد

قلب عاشق يمطر حبا ً.. يمطر برقا ً يمطر رعدا ً

و تسيل الدموع كما تنصهر الشموع

في ذكرى حب.. كسماء تتشقق صفحتها

تتباعد و تتلاقى غيماتها فتمطر شوقا ً

و ينهمر المطر..مطر..مطر ..مطر

يداعب روحي فتنهمر بالامل


أتذكرين...

عندما اشتد المطر في ذلك الشتاء اذ سبحت الأرض من بركات السماء

و غرق قلبينا بالحب و برقت السماء مضيئة ذلك المشهد المؤثر..
اذ اختلطت الدموع بالمطر.. و بتنا لا نعرف أن نفرق بين مشاعرنا الحقيقية
لا نعرف أنضحك دموعا ً أم نبكي فرحا ً أم نعزف فصولا ً في ذات اللحظة التي التقينا فيها و جمعنا بها المطر
و تلاقينا اذ بكينا شوقا ً و ذرفنا قطرات نقية ممزوجة بفرحة اللقاء


و ابتسمنا رغم الدموع.. و عزفنا الحب تحت قطرات المطر..,, شوق المطر إلى الأرض وقبلات السماء نحو الأرض الجافة وهي تشتد حرارة و دفئا ً ..قبلات مطرية تتقاذف كالصواريخ في حرب كونية .. كآلة وترية..تعزفها الطبيعة وحدها..وحدها فقط من جمعنا هنــا و ألهم كل منا بوجود الآخر في هذا المكان المقدس
الذي جمعنا أول مرة و عزفنا فيه مشاعر الحب..التي لا زالت تدغدغ ذكرياتي حتى هذه اللحظة



و هل تذكرين عندما توقف المطر ذات يوم في ذات شتاء اذ شعرت بأن توقف قلبي معه بعد اشتداد
ظهر قوس قزح يتموج وسط البحيرة يعكس الأضواء اللامعة الحقيقية في قلب السماء
فكذلك مشاعري في ذلك اليوم كانت هي الصورة التي تعكس مدى حبي في جوف قلبي


القلب يا عزيزتي له أبواب كثيرة و فيها متاهات ودهاليز ولكن قليلون فقط هم من يصلون إلى جوف القلب
و أنتِ ..أنتِ يا نور عيني ..تسرب ضوءكِ بكل انسياب و سلاسة لينير قلبي المظلم الذي لم يرى شخصا ً سواكِ

ولكن.. ولكن يا أيتها الوفية لم يكن هذا النور هو نور جمالك الذي يتمتع به كبريائك..لا..لا فذلك نور آخر
أقوى بكثير يحمل حزمة فوتونات شديدة اللمعان..نور لا أعرف له تفسيرا ً ولا وصفا ً
و لكنه بلا شك نابع من أعماق شخصيتك



و تجيب هي:
أتعلم ؟.. لقد كنت أحلم دائما ً بفارس الأحلام الذي يأتيني فوق حصان أبيض..و عندما راودني ذلك الحلم في هذا المكان وعلى هذه الكرسي.. رأيتك أنت و أنت تأتي من وسط الضباب على أرض الواقع.. و كنت الرجل الوسيم الذي بنيت عليه حلمي و كنت تفسير أحلامي ..
فرحت كثيرا ً في البداية
و لكن كنت أعتقد أنك أنت أيضا ً أعجبت بي لجمالي فخفق الحب و تلاشى..


و الآن ..؟
الآن فقط أدركت بأنك الشخص الذي دخل قلبي من أوسع أبوابه
لأنك وحدك من علمني معنى الحب الذي يجهله الكثيرون

و قرع المطر مرة أخرى قلبيهما بالحب..



إصنع لي أجنحة

أحلق بها معك إلى سماء الخيال

احملني في حضنك و خذني إلى عالم الحب

حيث يرتوي القلب من أنهار الطبيعة

و يرتشف فيها فمي كوبا ً من حنانك و قهوة الأرق
التي صنعها الحب

و طرزتها أرق المشاعر و حاكتها بخيوط من شرايين القلب



خذني معك .. حلق بي ..طر بعيدا ً

إنظر إلى الطيور في السماء

إنها تحلق بحرية .. ترتفع ترفرف بأجنحة

من إرادة و عزيمة .. من طموح و تصميم


خذني إلى هناك .. إلى حيث يتربع الطموح في داخلك

و حيث يلمع بريق عينيك

و أنت تنظر إلى المستقبل

...

الأربعاء، يناير 06، 2010

عجلة الزمن



محبط من الزمن كيف قتل لحظاتي .. كيف دمر الاحساس فيها
و كيف قتل أجزاء من روحي..
و حيث يذهب دون أن أدرك ما فات منه و ما أكل و أخذ و نهب

و ما يزال يسير و يسير دون أن يتمكن أحد من إيقافه أو حتى تبطيء عجلاته
فهل تمكن آينشتاين من السفر عبره من خلال انكماشه و تمدده ؟!

إنه فعلا ً يتباطأ و لكنه لا يقف
يتسارع و لكنه لا يهدأ أبدا ً و لا يتعب

يتسارع عندما يبرد احساسنا به و تتبلد مشاعرنا اتجاهه
عندما نقضيه دون إدراك لثمنه أو وضع قيمة لوزنه
فيطير بكل خفة بأجنحة من ضوء إلى حيث نقف على أرض الواقع
و نضع حدا ً للحظات التي نستمتع فيها
عندها يسرق تلك اللحظات بسرعة خاطفة و يرميها وراءنا
دون رجعة..و نحن نمد أيدينا إليها بلا أمل
تماما ً كما نرمي أوراقا ً من نافذة القطار و هو يسير بأقصى سرعة
فنرى كيف تتطاير في الهواء مبتعدة عنا

إنها أوراق التقويم .. كل ورقة فيها تحمل معها شيئا ً
كل ورقة طارت بما تحمل..من سعادة و من شقاء

يتوقف القطار الآن..

تتوقف الأوراق مع هدأة الرياح
يتوقف الاحساس و الشعور بكل شيء
تتوقف اللحظة هنا..

أشعر الآن بأن الزمن يتمدد
تتحرك عقارب الساعة ببطئ شديد لأنني أحسب خطواتها
حتى أكاد أراها قد توقفت تماما ً و هي تجر خطواتها..

كل شيء قد توقف

هل هي نهاية الرحلة ؟
أخرج المرآة التي طالما نظرت إليها من حقيبتي
فأتأمل الشعرات البيضاء في رأسي
إنها تغزو شعري كل يوم و بلا توقف

تنطلق صفارة القطار فجأة و تتحرك العجلات
بعد أن نزل بعض الركاب إلى محطاتهم الأخيرة بالنسبة إليهم هم
أما بالنسبة إلي ..فلم أصل إليها بعد

لحسن الحظ
ما زال في طريقي حياة و ما زال لعمري بقية..

هناك أناس آخرين أيضا ً مسافرين عبر الزمن
منهم من أدرك اللحظة و منهم من لم يدركها بعد و منهم من وصل إلى محطته الأخيرة
و قد فاتته اللحظة..
أجل ..اللحظة التي ندرك فيها مرور الزمن .. بعبور الفترة المحددة لحياتنا
منهم من يدركها في بداية الفترة و منهم من يحسها في نهايتها و منهم من لا يشعر بها
إلا في الرمق الأخير منها
و منهم من لا يزال لديه أمل بأنه سيعيش مدى الدهر

و لكن..
المحطة الأخيرة بالنسبة إلي هي عندما يتوقف نبض قلبي
عن التدفق في مجرى الحب

عندما يتوقف الاحساس و عندما تتبلد المشاعر
عندما يتوقف بنا الزمن بعد أن تتوقف نبضات قلوب تحجرت فهي لا تنبض
و تجف أنهارها و تذبل أوراق حياتنا و تسقط فتحملها الرياح بكل خفة
لأنها عديمة الوزن..عديمة القيمة

فتنعدم الجاذبية إليها حتى من الأرض